نفسي أهمس بكلمه

إديني عينك ثواني

قالت لي لماذا
و كررتها
فانبعثت أنا ناحية الفراغ
كوني أنا ... لماذا
كونها قالت....لماذا
فأصبت بدوار اليقظة
لأصرخ لا أحب هذا الكون
آسف أنا
رغم أني كنت لا أود الأسف
إلا أني تعبت من ترك الأبواب مغلقة
و ندمت علي قتلها
تلك الأبواب التي كانت تمنحني
هذه الملابس التي تقيني برد الحب
و حر الهجر
و خشونة الانتظار
أحب تلك الكلمات المكتوبه علي الشات
و أكره المكالمات التليفونية
نعم
رغم أني لم أبخل إلا أنها لا تفهم
لا أحب تلك الأغنيات
لا أحب هذا الضعف
لا أحب أن أبقي هكذا بدون دموع
اليوم سأبكي
سأبكيها
عندما صرحت بالخوف
عندما تهورت في الحب
ثم استيقظت قائلة ...لماذا
الآن ستصدقون
قالتها و هي تضحك
و أنا مقتول ميت رغم فوات الأوان
نعم قالتها
و زادت علي ذلك
قتل الورد
الذي دائماً يبكي!
دائماً يحب!
و دائما تنام و أنت مجروح!
لماذا أنت ضعيف؟
هو مجنون
أعلم ذلك
و أنت لست ملاك
تعلم ذلك؟
الحب
ذلك الوجه الذي نقشنا عليه صورة ملاك و وضعنا قصته في تراب الحكايات
دائما يسألونني
عن شهر ذاد
تلك التي ظلت تحكي ألف ليله شيطانيه
و ليله أخيرة
لا أعلم كيف انتهت
صديقتي
لماذا الليل بالتحديد؟
لماذا يكرهنا رغم الـ( )
نعم رغم هذا الذي قلت
يستضعفنا
و أنا و الليل
و الوجع
و أشياء أخري
مرصودة علي جفن ساحرة
لا يخرج سحرها إلا بالحكي
صديقي
لماذا توقفت شهرذاد
لماذا شرير هذا الشهريار
لماذا لا يشعر قلب حبيبتك بدفء قلبك
الذي يكذب و يدعي أنه ميت
..............
.............
لماذا دائما هذه الأحداث

لم يتعود أن يصارع نفسه مثل ما فعل تلك الليلة فيما صدر من قلبه و لم يصدقه عقله ...... إنه الحب الذي دائما ما يتهم نفسه به .
تلك الفتاة التي لم تكترث بوجوده عندما كسرت غرفة قلبه السرية و تركتها بدون المفتاح الذي طالما احتفظ به وراء الباسورد التي لا تعرفها أعضاءه الكامنة في جسده ,
هل ذلك الانجذاب يبدو حبا؟
هل هو مؤهل أن يحكم علي تلك النيران المتوهجة في جسده .. ملائكيتها .. شيطانيتها؟
لم يتوقف هذه المرة كثيرا فالسيارات تنطلق بعد اليقظة مباشرة و القصيدة التي كتبها و هو نائم لا تعجبه .
و عند نزوله من المحطة وجد قلبه ملفوفا في جريده قديمه جدا صفراء جدا تبدو عليها قذارة الشهوه , جلس علي الأرض و كأنه ينظف حذائه القديم و أمسك بقلبه , نفض التراب الذي يستره و وضعه في مكانه مرة أخري بجوار صدره مباشرة
قال لي .. النقشبندي دائما ينشد .. رغم كل الراقصات التي لا تسمعه , لا يتوب أبدا عن مصارعة حنجرته حتي لو رأي منهم ما لا يكرهه الشيطان ,
و هي الآن لون آخر , فتاة أخري " معجونة بمية عفاريت" كما اعترفت لي أنها وضعت جسدها علي جسده ليوم كامل دون أن تبدو عليها علامات الإجهاض , همست له بما يحلم به الرجال من امرأة , ضمته لصدرها لحظه لم يشعر بجسده إلا و هو يذوب في حضنها , إنه الآن رجل بلا عقل.
لكن النقشبندي لا يحب أن يراه علي حالته التي اتضح أنه أحب أن يموت عليها فصرخ في وجهه بأجمل أناشيده التي لا تستطيع أن تتوقف عن سماعها ,
وتوضأ مرة أخري و ذهب إلي سيارات الاتجاهات الأخري.
في هذه المرة كان عقله ينتظره ممسكا بسيف صغير لا يظهر من يده الكبيرة جدا ,اقترب منه , حاول أن يربت علي كتفه و لكن سيفه كان قد نبت في قلبه دون أن يشعر , و دون أن تنزل دموع أحدهم قررا أن يستيقظا و يواصلان السير نحو سيارة أخري.
الآن لا بد من اتخاذ طريق لا يمكن أن يخطئ فقد نفذت نقوده إلا من ثمن تذكرة إلي عقل جديد,
و في محطته التي بدت له أنها الأخيره كانت بجواره تماما .. تمسك بقلب جميل كبير متسع له تماما , اقترب منها و سألها هل تبيعين هذا القلب ؟ هل تملكينه؟
و في هذه اللحظة أصابته نوبة الضحك .. و كانت المره الثانية التي يضحك فيها دون سبب , كان الطريق طويلا جدا و صعبا حيث ينتهي بمطلع غاية في الصعوبة و صوت النقشبندي الذي ينشد "مولاي إني ببابك ..." كان قد طغي علي الشارع الذي يحمل هدوء الساعة الثالثة فجرا ,
نظر إلي و قد انتفض أنظر ... أنظر هناك و تتبعت سبابته التي اتجهت الي فتاة ترتدي عباءة سوداء قال لي تعرف! هذه الفتاة "من إياهم" فقلت له "يعني إيه" فابتسم و هو ينظر إلي وجهي الساذج و قال أعني أنها “زي الفل" و فهمت أنه قد قصد شيئاً آخر ,
كان الميكروباص الذي يتجه إلي رمسيس قد تأخر بعض الوقت و كان جلوسي علي محطة الأتوبيس بمثابة الفرصة التي ستحملني إلي لحن جديد من موسيقي عمر خيرت فلفظ كلماته في أذن حبيبته ليحكي لها عن قلبه و هي تستمع مثل المايك المثبت أمام مطرب لا يغني
قال:
اليوم سنحكي عن أخبارنا
عن قصة حب كانت بيننا
عن ورد ضل الطريق نحونا
عن كلام كان كما كنا نحلم أن يكون كلامنا
أنا و أنت
وجهان كان الشوق طريقا يوحدنهما
أحبك رغما عنك
و رغما عني
و أنت؟
لسنا نبيع الشوك و ربي لا يغضب مننا
أنا و أنت
حب و حب
قلب و قلب
مسك و مسك
و جسد واحد
..........
..........
.........
تخيل يا صديقي......!
قالت لا أحب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

(قل إن صلاتي

و نسكي

و محياي

و مماتي

لله رب العالمين)

***

هنا

نعم هنا .. و في هذا المكان تحديدا

كان النساء يحملن في عقولهن

خلايانا

لنحتمل الطيران

حتي وضعت كل ذات حمل حملها

و تصنعت لنا السماء أجنحة

تستحق النهوض بنا

لنرحل الي عالم بلا سيارات

او عرق

علمتنا أيضا في دروس الصباح أن تلك الحياة حجر

منقوش عليه كلام نتلوه مع الشاي بالحليب

تقول "صباحيه مباركه يا عروسه"

فوجدتني

و تعلمنا من غيرها أن الحب

لا يشبه غير يديها

عندما تنجب منهما لمسات

تبعث بهما كل أركان الحكايات التي أحبها

بعيدا عن الميادين الضيقة

و جسدي الثقيل

و أنا لا أكترث بجميع النساء اللائي لا يشبهنها

ليتعجب الشيطان

لحظة أن يري منها عكس ذلك

(أيها الشيطان !

لا تستعذ)

فأنا مغرم حتي العطش

و الوقت مريض بالأنفلونزا ((مثلي))

يعايرني بأني لقيط

بأني طريقا غير مرصوف

فيتحسسني الذهاني في طريقه

و عندما يراني

سينظر تحت قدميه

و يلملم أجزائي

و يعيرني بعض الحجارة و جواز سفر

و يريني أني مكتوب في أبناء القدر

و سيمضي و أمضي

حتي أجدني في بطن امرأة ماتت من خمسين سنة

و هي كما نسائكم تقطع البطاطس

مثل أمي تماما

قالت :

في حقل الشاطئ البعيد

يرقص أطفال مثلك

دعهم يروون لك قصة أطفال "الجدار العازل"

و مواقيت الموت المتفاضل

و بعض المواعيد التي لا تجني حرية

أو خبزا طريا يأكله الأطفال

دع قصص "المغامرون الخمسه"

و أشعار أمل دنقل

أخرج أظافرك من يديك

وأخبرهم أن الماء الذي يشربون لا ينتمي لمياه النيل

و لا تخجل فيداك مفتولتان علي بعض الثقوب الواسعه

و حينها

سترفع يدي و تنصب إصبعي الوسطي و السبابه

و تنادي :

يا أمي أنا وحيد

يا ميكي ماوس أنا شريد

يا خالتي أنا طفل عجوز

أيها الأطفال أنتم ثملي

و أنا سكران من نبيذ الحرب

من غناء الغرب

من الخوف و الكرب

أيتها السيده التي تشبه "شجرة الدر"

أنا جوعان لفطائر أمي

عطشان لصدرها

يا ليت لي ألف عمر

و ألف يد

و ألف حجر

يا أمي

يا ليت لي ألف ألف قلب

علي موقع الكتابة