نفسي أهمس بكلمه

إديني عينك ثواني

مقتل نملة في مدينتي

لا داعي للقل مطلقا , كثيرا ما نتعرض لمفارقات تحدث في حياتنا دون مبرر و بلا تفسير يجعلنا نحكم بمنطقية حدوثها –كما يحدث الآن في قضية رجل الأعمال الشهير طلعت مصطفي , و لأن جميع من في مصر كتب أو تحدث عن تلك القضية فقررت أن أقوم برفع دعوي قضائية وهمية و فيما يلي دوافع رفع تلك الدعوي :-

أثناء متابعتي لقضية الموسم (مقتل سوزان تميم) لم أحاول فهم القضية و أبعادها الحقيقية و لم أحاول أن أبحث عن أسباب التضحية كما يقول كثير من عامة الشعب (دول ضحو بيه خلاص) لم أفهم المعني و لا المقصود , و أيضا لم أحاول أن أدقق في صدق مواطني الأسكندرية الموجودين في الدائرة الإنتخابية لهشام طلعت مصطفي و الذين ظلوا يتحدثون عن هذا الرجل الخير الذي يفتح بيته لجميع مواطني الدائرة دون تفرقة و أيضا لم أحاول فهم معني كلام سائق التاكسي الذي أبلغني عن سر اتهام طلعت مصطفي في هذه القضية بأنه تعدي الخطوط الحمراء و لم أحاول أن أسأل سائق التاكسي عن قصده بالخطوط الحمراء -وعندما قمت بكتابة مقتل سوزان تميم علي محرك البحث جوجل وجدت أكثر من 250000 موضوع مكتوب عن هذا الحادث كل هذا لم يستفزني و لكني و أنا أجلس أمام إحدي القنوات التي تقوم بمتابعة أية قضية سواء كانت كروية و لا سياسياة ولا حلزونية قام مراسل القناة بعمل مقابلات مع عدد كبير من المحامين الموجودين في قاعة المحكمة و أنا كنت أعتقد أنهم جميعا مهتمون بالقضية من حيث جريمة القتل , و بينما يقوم المراسل بسؤال المحامي عن وضعه في القضية يرد الأستاذ/الاستاذه بقوله أنا مدعي بالحق المدني , و ظل المذيع يجري لقاءات مع محامين أفاضل جميعهم موكلين عن الدعوي المدنية و أنا جاهل المعرفة بالقانون و المصطلحات القانونية و قمت بسؤال المحيطين بي "يعني ايه يا جماعه مدعي بالحق المدني دي؟" و لا يوجد من هو مثقف قانونيا و في اليوم التالي سألت أحد المحامين الزملاء بالشئون القانونية "أستاذ هو يعني إيه مدعي بالحق المدني" و كانت ردة فعله رائعة بضحكة جميله أضفت علي الموقف بهجة لجميع الحاضرين و أكمل تلك الضحكة بقوله " إنت اتفرجت علي برنامج امبارح عن قضية سوزان تميم؟" و قمت بالرد "أيوه" فجلس و أسدل علي أفكاره زي المحاماه و ظل يتحدث و كأنه يتحدث إلي سيادة المستشارين , و أفرد في شرحه عن محامين التعويضات و أيضا من يطلق عليهم "محامي سلم" و الذي يجلس علي سلم النيابة لينتظر أي متهم للدخول معه ليلا أو نهارا ليظفر في النهاية بعشرين أو ثلاثين جنيه مقابل أن يقول أمام النيابة أرجو من سيادتكم الإفراج عن موكلي بضمان محل السكن أو أي جمله و السلام و غيره من الأسماء التي تطلق علي المحامين , و نهايةً توصلت لفهم من كانو يتحدثون في الحوارات التي سمعتها بالبرنامج حيث قال " جميع من شاهدتهم يطالبون بتعويضات لما لحق بموكليهم من أضرار نتيجة وقوع هذه الجريمة" و حينها فهمت أن هذه القضية مولد و كل فرد ممن شاهدتهم يريد أن يظفر ببعض الحمص , و بناءا عليه قمت باتخاذ قرار جرئ حتي أظفر بحمص و أيضا بعض الفول السوداني و سأقوم برفع دعوي إلي هيئة محكمة "أي حته في مصر" بدعوي مدنية للمطالبة بتعويض لما أصابنا من ضرر لمقتل نملة في مدينتي.

0 التعليقات: