نفسي أهمس بكلمه

إديني عينك ثواني

تناغم

اليوم سنركب علي ريشة هذا العصفور الضعيف
و سنحمل معًا أوهام هذا الوطنيِ
لنودع فيه رائحة القمر المتفكك
لن نغضب من السماء
رغم سخونة الشمس
و بهتان ضوء النجوم
و غناؤه لن يساوي ضعفه الجسدي
مثل وطنه الذي لا يحمل روحه مطلقًا
لتبتسم السماء كالعاده
و تقتل اصفرار الورق الأخضر
لتتشقق الأرض التي لا نسير عليها عادةً
أيتها السماء
لماذا لا تدعين وجهي البريء يلامس هذا الصفاء و لو عمرًا واحدًا
هل أنا طيب؟
و أنت
أيتها الساحرة الطيبة
التي لا تدع وجهي يلفظ قباحته المعتاده
كي تسمح للسماء أن تجمع أجزائي المنسية
أرجوك مرة أخري
لا تفصلي رأسي مرة واحدة
حتي أراك
و أغفر لك قبل خروج الروح
حتي إذا فعلت ؟
لا تتركي الصلاة قبل أن يشرب جميع المصلين من دمي
مرة
مرتين
و ثلاث مرات
و في كل مرة لا تنسي ترك الكؤوس تتراقص مع بعضها
في نخب هذا العربيد
ولاختيار سورة !...فلا تنسي سورة يس
فكم قرأتها لي في مرات قتلي السابقة!
و لاختيار مكانا لقبري!.... فلا تنسي صدرك!
لا تنسي قصتك القصيرة
رواياتي في بلاد العجائب
وطني
كراستي التي دفنت فيها اشعاري
وحينها
لا تستنزفين كل الدموع
لتجدي بعضها في المرة القادمة من الموت
و اسألي عن شيطاني
ذلك الخائن الذي تركني بعد ارتداءه عباءة الواعظين
هل له قبر مجاور؟
أم أنه كالعادة سيحاول الخطيئة
و يهرب
(-)
مرة أخري...
لا تستخدمي سحرك العفيف في مواراتي
فالذئاب لن تجد من الوطن الا المكعبات المسرطنة
و الذباب لن يشتهي الزهور بعد الآن
و أحجار المقطم
ستسقط مئات المرات
ستحدث صوتها بتناغم
لن يوترك
لتحكي قصة المنازل الخشبية المحرمة علي النار
و تفترش شريطا سينيمائيا عريضا
مدته سبعة آلاف عام
و نتفرج
لنخرج من جيوبنا معيار الحزن
و نقطر دمعات محسوبة بقدر الألم الذي يشعر به الأخرون
و نكتب عن حالتنا في الفيسبوك
ليعلق المشاهدون الذين لم يرونا و نحن نبتسم مختبئين
و كلما علق أحدهم
سيخرج لسانه
لتخرج الفيزاكارد و تدفع ثمن الصداقه
و تنتهي بتنكيس صورتك أنت
التي تستطيع قتلها بمفردك
دون ان يتهموك بالإنتحار
أو يعلمون أن حبيبتك لم تفصح عن اسمها الحقيقي بعد
و أن هذا الوجه لا ينتمي الي البحر الأحمر
لا يشرب من النيل
لا يخجل من اسمه
و انما لا يحب ان يناديه أحد من بعيد باسمه المستعار
فقط لا بد ان تقولها و تجري بعيدا
مصر
ستفرح رغم وجهها المغطي بتقاسيمك الحمراء
بسحرك الطيب
بسفينتك التي لا تتعدي ريشة ذاك العصفور
و مرة أخري
لا تحرر لسانك لأميرة الحكايات
و دعها تختار منك ما ينبغي دفنه
لتقص علينا حكاية الوطن المنقول علي نعش ثلجي
نحمله في شمس السماء الحارقة
و لا تنصحها
فلن تغضب منا
و لن تغضب من السماء
فالوطن لن يحتاج لنعش بعد الآن
و لا شجر يستظل به
و لا بشر يبكون عليه
فقط يحتاجها و بعض الأصدقاء

أمل و عمر

حد فاكر الكلام ده

لم يعلم أن صديقه مضروب علي حزنه بالقلم عندما قام بوضع رأسه تحت صنبور يقطر الألم الذي يمنحه التحرر من كل الأعمال السفلية التي سهرت عليها تلك الفتاة التي تعشق التلاعب بالحزن , قبلها من بعيد و هي تبصق عليه , و اقسم لي أنها همست له ألف مرة بقولها "أحبك" و صدقته لأنه و حسب لا يكذب أبداً .
لم يحبذ مطلقا أن يستنشق رائحة المطهر الذي يملأ حقيبتها و لكنه فضله علي رائحة معسل التفاح , قال لي تعرف! "هي بتموت فيا" - دائما يحب التظاهر بأنها تحبه و كان لا يشعر عندما أقابلهما أنه يفضل تفادي مناقشة ما بيننا و عندما صافحتها علمت أنها لا تحبه و أنه ليس إلا ملعقة لتناول الدود الذي تحبه علي الفطار و هو دائما يمنحها لقب ملاك
كانت روحه تتصاعد من صدره إلي أسفل و هو يصرخ و يردد أنها لم تعي ما فعلته عندما تركت قلبه في أنبوبة المعمل لتثبت لنفسها أنه لا فرق بين النوفالجين و الحب في معالجة آلام الرأس التي تصيبها عندما تبتعد عنه و تترك له حرية إختيار الطريقه المناسبه للتبخر من الأنبوب , قال لي أن شعوره و هو يراها تبتسم لم يختلف بعد موته مطلقا هو هو نفس الشعور الذي لا يترك لأحد أن يفسره له علي طريقة البشر فهو كما كان يقول دائما (أنتم لم تجربوا أن تكونوا ملائكة) كما كان يداعبنا (من السهل أن تكون شيطان و لكن من الصعب جدا أن تصادق ملائكة الحب دون أن تقدم لهم قلبك مفتت علي طبق تحمله روحك)
في هذا اليوم الأخير و قبل أن يعرج إلي رأسها همس لي أن المكان الرطب
البارد برودة الشتاء الدافئة عندما أضع يده عليه يفرغ منه كل الطاقات الشريرة يمنحه فرصة أن ينتمي إلي الملائكة و يغني لدقائق عن ذلك الشيطان الذي يساعدنا رغم استعاذتنا منه يقول حبيبتي سأضع يدي علي هذا المكان البارد من أجلك ستشعرين ببرودة أصابعي بوهج في جسد الشيطان سيتعذب قليلا .. قليلا ليذهب بلا عودة