"إلي أبي رحمه الله .. كم اشتقت إليك"
اللذة في الموت
و الموت مولود في قرص دواء
في كلمة تحمل معاني اسمي و اسمك
قال لي
"ولد صالح يدعو له"
!!!!!
أخشي أنك لم تعرفني
لم تكن معي عندما ابتلعت مئات القلوب السوداء
و هضمتها
و تكون منها جسد و عقل
يحمل اسم يليه اسمك
أخشي أنك كنت تصارع الرياح من أجل حفنة رمل
ستذروها الرياح رغما عنك و عني
و تبتلعهم أقدام الراكضين خلف اللهو
أخشي أن تقابلني
و تضطر لقتلي بأصابعك التي كانت تحملني
أو ترسم وجها يشبه الوجه الذي كان يختبئ منك و مني
سأخونك رغما عني و رغما عنك
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
لك و لي شأن حينها يغنيك , يلهيني و أخشي أنه
لا يعنيك و لا يعنيني
سأقص عليهم يوم فرحت
يوم غضبت
يوم حزنت
و يوم قلت
لي ولد صالح سيدعو لي
حينها قلت:
سيموت هذا الرجل
لإنه يشبهني
و أشبهه
سيموت
لأنه ميت قبل التكوين
طائر
قبل أن يعرف أن القمر مجرد قلبٍ حجري
و أن الشمس
مجرد نار حارقة
سيموت هذا الرجل
لإنه منذ عرف أنه سيموت
ظل يسكن القبور
سيموت هذا الرجل
دون أن يعرف
أن أحفاده لم يصدقوه كما كان يتمني
سيموت دون أن يعرف ما معني أن يمتزج و حقيقته
سيموت و يرقد في أحشاءٍ هلاميه
دون أن يرقص
أو يرسم شجره و عصفوره و سمكه ملونه
سيموت دون أن يأكل الساندوتشات التي في حقيبته المدرسيه
دون ان يبتلع الطباشير
دون أن يتشاجر مع إبن الجيران كما كان يتمني
دون أن يدخن سيجارته الأخيره
دون أن ترسم له "الفنانة" رسمته التي تمناها
و هو يبكي كما لم يكن يتخيل
دون أن يخجل
دون أن يحتضنه "ولده الصالح"
أو يلقنه شهادته التي أوصاها
صديقي أنت
رغم أني كنت أخجل منك
و لكني
يا صديقي
سأشعل لك قلبي
و أفرغ منه كل الورود التي أكلها رغما عني
و أسكب رائحة الماضي فوق كل فوهة مفتوحة
لأكون هناك
معك
حيث كنت و حيثما أنت تكون
الرحمه /
و الورد /
الحب /
والشجر /
حبيبتي
و الدموع
كلهم يشتاقون إليك